-->

الشخص بوصفه قيمة المحور الثاني

الشخص بوصفه قيمة المحور الثاني

    المواقف و المقاربات الفلسفية:
    إيمانويل كانط (مقاربة أخلاقية – الشخص بوصفه قيمة)
    “الشخص بوصفه قيمة أخلاقية مجردة“
    قيمة الشخص في ذاته:

    يرى كانط أن الشخص يستمد قيمته من كونه غاية لا وسيلة لغايات أخرى. حيث ينطلق كانط من فكرة اساسية، مفادها ان الانسان لا يكون شخصا الا اذا كان غاية في ذاته، فهو اكثر من معطى طبيعي، بل انه ذات لعقل اخلاقي عملي، يستمد منه قيمة اخلاقية مطلقة تتجاوز كل معطى مادي. ومن هنا فالانسان بوصفه ذات مفكرة لا يكتسب الا قيمة خارجية نفعية، وبالتالي لا يمكن ان يكتسب قيمة الا اذا ما تم النظر اليه كشخص وبوصفه ذات اخلاقية لها حقوق وواجبات.
    توم ريغان (مقاربة حقوقية – الشخص بوصفه قيمة)
    “الشخص بوصفه قيمة أخلاقية حقوقية”

    يؤكد طوم ريغان على ان قيمة الشخص تكمن في كونه مستشعر للحياة، وبهذا يحاول طوم تجاوز المعيار الاخلاقي الكانطي الذي لا يشمل بعض الحالات من الوجود مثل الجنين او المريض في حالة غيبوبة أو السجين. كما يؤكد طوم ريغان على ان كل ذات مستشعرة للحياة فهي جديرة بالاحترام والتقدير.

    ومن هنا يمكن القول ان مقاربة كانط بوصف الشخص كقيمة اخلاقية مجردة و مقاربة توم بوصف الشخص قيمة اخلاقية حقوقية، هما مقاربتان فيهما نوع من التكامل و التمايز وليس تعارض.
    جورج غوسدروف (مقاربة سوسيولوجية – الشخص بوصفه قيمة)
    “الشخص بوصفه قيمة اجتماعية”

    يرى جورج غوسدروف أن الشخص يستمد قيمته ويحقق كماله الاخلاقي بالانفتاح على الغير. وينطلق جورج في بناء هذا التصور من التمييز بين الفرد و الشخص، بحيث ان الفرد يضع نفسه مقابل العالم وينغلق في طبيعته الخاصة اما الشخص فهو من يدرك ان وجوده يتحدد و يرتبط بالمشاركة والانفتاح.
    استنتاج:
    من خلال ما سبق يمكن القول أن الشخص يمتلك قيمة وذلك باعتباره غاية في ذاته لأنه كائن أخلاقي غير  خاضع للآخرين ويمتلك العقل ويستطيع التحرر من الميول والأهواء. هذه القيمة تسمو أكثر لحظة خروج الشخص من قوقعته وتجاوز أنانيته، وذلك بالانخراط داخل المجتمع والانفتاح على الآخرين.. إضافة إلى ذلك فقيمة الشخص تظل نظرية إذا لم تتأسس على قوانين داخل المجال السياسي، لتصبح ممارسة عملية، ثقافة واجتماعية، بحيث تحفظ كرامة الإنسان وتجرم كل اعتداء على حقوقه لاسيما المساواة والحرية. والسؤال الذي يبقى مطروح هو: إلى أي حد يمكن الحديث عن حرية الإنسان؟

    إرسال تعليق